حریا بنا أن نطرحَ سؤالا قد ملّتھ آذاننُا ومآذنِنا ودیدننا ؛ ألا وھو كیف نقضي على
الإرھاب ؟ فھو أول سؤالٍ قد یتبادرُ في ذھن من رأى جثة ھامدة ، بید أن السؤال
الذي وجَبَ طرحھ لمعالجة المشكلة وقبل انتشال جثة الضحیة ھو ؛ "ما الإرھاب؟"
تكثر التساؤلات في الدراسات الغربیة حول العوامل الخفیة وراء سرعة
انتشار الإسلام إباَّن عھده الأول، دون توفرّ إجابة شافیة لذلك التساؤل، وھو
ما یشيء بعدك إقناع التعلیلات المعروضة، من جھة أخرى لا یمكن إخفاء
أنَّ معظم تلك التعلیلات ترجّح في كون أنَّ الإسلام ھو تاریخ السیف، وتلك
خلاصة ھي أقرب إلى الظنَّ منھ إلى الیقین .
منذ أن أنھارت الإمبراطوریةّ العثمانیةّ وتلاھا انھیار النظام المملوكي في مصر العربیّة ؛ ظھرت شعارات وھتافات
متباینة استندت علیھا سائر
..وعلى الرغمِ من إعجابي الشديدِ بالفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو ؛ إلّا أنّني أتفقُ مع أحمد خريس في ترجمتهِ وقراءتهِ لمُقاربة فوكو للإسلام بأن لمْ تتّسمْ بذلكَ البُعد الأكاديمي ، بل بالضّحالةِ والسطحية ، وإذ أنّني لا أستغرِبُ ذلك ، وقد أجِدُني أبررُ الفشلَ أو عدَمِ الرّضى في مقاربتِهِ للإسلام ؛ فشوبنهور أيضاً لم يوفّق في غوصِهِ لتجربةِ الاستشراقِ هذه ، ويكمِنُ الخللُ في أنَّ هنالكَ ثمةُ معوقاتٍ تعترضُ مقاربة فوكو للإسلامِ كما اعترضتْ غيرهُ ، إنطلاقاً من السياقاتِ النصيةِ والتاريخية لقراءةٍ إسلاميةٍ شاملةٍ لمفهومِ فلسفةِ الإسلام ، لكنَّ التساؤلَ الذي وُجِبَ أن يُطرَح على الطاولةِ حولَ ماهيةِ تلكَ المعوقاتِ التي تواجهُ أي مستشرقٍ ومنظّر وقارئ للإسلام من منهجٍ جُغرافي مختلفٍ تماماً عمّا كان فيه ؟
المزيد یشھَدُ العالم في الآونة الأخیرة ذكرى واقعة ھزّت كیان الإستقرار الغربي لأول
مرّة بعد انتھاء جنون الحرب العالمیة الثانیةّ. لقد مضى على أحداث الحادي
عشر من سبتمبر/أیلول خمسة عشر عاما،ً وقد خ ل فتَ ضحایا أبریاء، وأصبحت
تاریخا ونصبا تذكاریاّ وذكرى یحییھا الأمریكیین مع ذوي الضحایا للأعوام
القادمة،
إنَّ ما یشغلُ العالم الإسلامي المعاصر الیوم ینحص ر بین مفھومي "الأصالة " و"الحداثة" ،
وقبل البدء في التحدّ ث في الموضوع المعنون ، وجبَ أن نعید طرح السؤال ذاتھ الذي
یسألھ المستشرق الألماني كرستیان كرول في مقالتھِ المعنونةِ "الفكر المتنور في الإسلام
المعاصر" والذي یضع الإجابة على السؤال رھنا وبیدِ المسلمین : ھل یوجد الحلّ في
تحدیث الإسلام أم في أسلمةِ الحداثة ؟
created with
Website Builder Software .